فضل تعظيم حرمات الله

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شرع الله الشرائع، وأرسل الرسل لبيانها، وأوضح سبيل النجاة، وحذر من كل مهلكة توبق بالعبد، ووضع لهذه الشرائع حدودا، وأمر بتعظيم حرماته، ولا سبيل للمسلم ينجو به من المهالك حتى يعظم حرمات الله، وهذه الخصلة -أعني تعظيم الحرمات- هي مما يحتاجه المسلم في هذه الأيام التي فتحت الدنيا على الناس من كل جهة، وأصبح المسلم -مع كثرة الملهيات، والإغراق في المباحات، ومعانقة المشتبهات- يتذمر من كثرة المحرمات، فكلما أراد أن يواقع شيئا قيل له هذا حرام، فأصبحت مطالبة لما ذكرنا من الأسباب كلها في المحرمات، ولهذا وجب على المسلم أن يتقي الله فيعظم حرمات الله حتى يسير على الصراط المستقيم.

 

والتعظيم هو التفخيم والتبجيل، والحرمات هي مالا يحل انتهاكه، والمقصود بتعظيم حرمات الله: هو معرفة ما حرم الله، وتعظيم انتهاكه في النفس قبل مواقعته؛ ليحذر العبد منه، وذلك بتعظيم الله؛ لأنه هو صاحب النهي فتعظيم حرمات الله من تعظيم

الله، والعكس بالعكس. قال ابن كثير: "تعظيم الحرمات اجتناب المعاصي والمحارم، بحيث يكون ارتكابها عظيما في نفسك".

 

وقال اهل العلم إن تعظيم الحرمات يعود بالخير على المسلم من كل جهة قال -جل وعلا-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج:30] وتعظم حرمات الله وشعائره دال على تقوى القلوب قال الله: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32].

 

وإن حدود الله هي محارمه، ولقد حذر الله -جل وعلا- من تعدي حدوده، وأمر بالوقوف عليها؛ كما قال -سبحانه-: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا) [البقرة:187] وقال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا) [البقرة:229] وأخبر -سبحانه- أن متعدِّ الحدودِ ظالمٌ لنفسه بتعريضها لعذاب الله فقال (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطلاق:1] وهدد -سبحانه- متعدي الحدود بالنار

فقال: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء:14].

 

وإن الناس في تجاه حرمات الله بين أمرين:؛ إما أمور محرمة قطعا، وإما أمور مشتبهة؛ فالمحرم قطعا يجب على المسلم اجتنابه فلا جدال، ووجب عليه تعظيم حرمات الله فإنه من تعظيم الله، والآخر المشتبه فيه وهو ما كان فيه خلافٌ، وخفي حكمه على كثير من الناس؛ فالواجب على المسلم التورع عنه، استبراءً للدين والعرض؛ كما أخرج البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير قال -صلى الله عليه وسلم-: "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا و إن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه". ورواه ابن حبان والطبراني عن النعمان ولفظه: "اجعلوا بينكم و بين الحرام سترا من الحلال من فعل ذلك استبرأ لعرضه و دينه و من أرتع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى يوشك أن يقع فيه وإن لكل ملك حمى وإن حمى الله في الأرض محارمه".

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" الوفد "

0 تعليق

محطة التقنية مصر التقنية دليل بالبلدي اضف موقعك
close
  • adblock تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ??